{ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ }

الخميس، 20 أغسطس 2015

الحبة السوداء

الحبة السوداء

ثبت في الصحيحين من حديث أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: عليكم بهذه الحبة السوداء، فإن فيها شفاء من كل داء إلا (السام) والسام: الموت.

كما روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن هذه الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا من السام. قلت وما السام؟ قال الموت

. هي عشب نباتي ينمو سنويا في منطقة البحر الأبيض المتوسط، ولكنه يزرع في مناطق عديدة أخرى في شمال أفريقيا وآسيا والجزيرة العربية.

لقد ظهر حديثا من خلال الدراسات والأبحاث التي أجريت على الحبة السوداء أنها تلعب دورا هاما في تقوية الجهاز المناعي في جسم الإنسان، ولما كانت قدرة الجسم على مجابهة الأمراض مرتبطة بقوة الجهاز المناعي، فإن الحبة السوداء بتقويتها للجهاز المناعي تشكل شقاء لكل الأدواء، وهي تفيد في علاج الأمراض بما فيها السرطانات والإيدز والأمراض المستعصية التي تصيب الإنسان.

- الزيت الطيار الموجود في الحبة السوداء يحتوي على مادة (النيجلون) وهي مضادة للهستامين، ومنها يظهر فائدة الحبة السوداء في علاج الربو بتوسيع الشعب، وفي علاج ارتفاع ضغط الدم بتوسيع الأوعية الدموية، وفي علاج بعض الأمراض الهضمية بإزالة التشنجات المعدية والمعوية.

- تحتوي الحبة السوداء على مواد لها صفة الصادات؛ توقف نمو الجراثيم، ولا تسمح بالنمو في وسط غذائي يحتوي على الحبة السوداء.

- استخلص من الحبة السوداء صبغة لها خواص مسكنة ومنومة لطيفة، ومن هنا ظهرت فائدة الحبة السوداء كدواء مسكن؛ خاصة في تسكين آلام الأسنان بالغرغرة، وفائدتها كمنوم خفيف يمكن استخدامه للأطفال.

- تحتوي الحبة السوداء على زيت إيثيري يجعلها تفيد في حالات المغص المعوي كطارد للغازات.

- أثبتت الدارسات الحديثة أن الحبة السوداء تنشط جهاز المناعة في جسم الإنسان بزيادة نسبة التائيات المناعية مقارنة مع التائيات المثبطة، ومن هنا كانت فائدة الحبة السوداء في مكافحة الأمراض بشكل عام، والأمراض الفيروسية بشكل خاص.

لقد دلت التجارب على أن مادة النيجيللون المستخلصة من الحبة السوداء تحمي من انقباض الشعب الهوائية الذي يحدث نتيجة لمادة الهستامين, كما أنه واق من حساسية الصدر " الربو الشعبي " والنوبات والزكام ونزلات البرد والعطس المتكرر " حساسية الأنف " وأكدت الدراسات Gomaa, et al. and Houghton  et al., 1995 أن لزيت الحبة السوداء  دورا فعالا وقيمة عالية في علاج ضيق التنفس.

أظهرت الدراسات التجريبية الحديثة تأثير زيت الحبة السوداء القاتل لأنواع الديدان المختلفة حيث يسبب شللا للديدان الأرضية والشريطية والخطافية, بل يقتلها في زمن أقل مما تحدثه الأدوية  الأخرى  فضلا عن أنه يقلل عدد البويضات بعد العلاج دون أي آثار جانبية, كما أسفرت التجارب على أن المستخلص الكحولي لزيت الحبة السوداء يعالج ديدان الهينموليبس نانا وطفيل الجيارديا ومعروف أن هذا المرض يصيب الأطفال والكبار ويسبب آلاما في البطن وإسهالا حادا  وخصوصا عند الأطفال, كما يؤثر على عملية امتصاص الغذاء في الإثنى عشر مما يؤثر على نمو الأطفال. هذا ولزيت الحبة السوداء آثار وقائية من العدوى بالجيارديا نتيجة لتأثيره المنشط للجهاز المناعي كما أنه له تأثير على جميع مراحل العدوى بالبلهارسيا وأنه يقتلها بسرعة كما يقتل طفيل النوكسوبلازما المعروف عل أنه  أحد الأسباب لحدوث الإجهاض المتكرر عند السيدات.

كشفت الدراسات الحديثة أن لزيت الحبة السوداء نفس تأثير البنسلين والاسترببتومايسين على نمو البكتريا. ومن المدهش أن له تأثير على ميكروب الكوليرا يفوق تأثير الاستربتومايسين, كما أنه يوقف نمو الفطريات وخصوصا فطر الاسبرجيليس وهو أحد الأسباب لحساسية الصدر والالتهابات الشعبية الرئوية كما وجد أنه يقتل أنواع  البكتريا التي تصيب الجهاز التنفسي العلوي والجهاز الهضمي والبولي, ويفيد أيضا في علاج الالتهابات الموضعية والأذن الخارجية والتهاب الجيوب الأنفية المزمنة. وجد الباحثون (( Toppozada et. al. & Agarwal et al., 1963  أن لزيت حبة السوداء تأثير قوي ضد البكتريا وكذا بعض الكائنات الدقيقة, كما أن مركبات نشطة منها استخدمت بنجاح في معالجة التهاب الأذن وآلام الفك العلوي. نشرت مجلة أثنو الدوائية في عدد سبتمبر 1991 Ethnopnormacol  بحث حول التأثير المضاد لبذور الحبة السوداء للميكروبات وقد أظهرت النتائج المتحصل عليها أن لمستخلص البذور تأثيرا مثبطا لنمو الجراثيم الموجبة لجرام وكذلك الجراثيم السالبة لجرام.   4-    تأثيرها على إفراز اللبن: أوضحت البحوث الحديثة أن الحبة السوداء تدر اللبن والطمث والبول فضلا عن أنها تزيد من حجم أنسجة الثدي للأمهات المرضعات, حيث كانت النتائج شبيهة بالتغييرات التي أحدثها هرمون الأستروجين مع ملاحظة عدم وجود التأثيرات الأنثوية الأخرى التي يحدثها هرمون الأستروجين.

نشرت مجلة الأثنو الدوائية في عدد فبراير 2000 Ethnopnormacol  بحثا حول زيت الحبة السوداء على تليف الكبد الذي يحدث نتيجة الإصابة بالبلهارسيا المعوية في الفئران وقد اظهرت نتائج الدراسة أن للزيت تأثير إيجابي على خلايا الكبد ويعزى ذلك إلى تأثير الزيت على أجهزة المناعة وإلى التأثير المضاد للأكسدة. بينت التجارب أن زيت الحبة السوداء له تأثير على إفراز مادة الصفراء من الكبد ودفعها عبر القنوات المرارية, فقد وجد أن الزيت المتطاير من الحبة السوداء يقلل من انقباض أوعية القلب مما يقلل من التوتر ( Tahir et al., 1993 )  وأن مسحوقها يساهم في خفض السكر في الدم.

أشارت البحوث إلى أن الحبة السوداء تخفض نسبة الإصابة بسرطان الجلد بمقدار 33 % والأورام لأنها تؤثر على  مستوى الأحماض النووية. وأنها أفضل من العلاج الكيماوي الذي يسبب تثبيطا لنخاع العظام وبالتالي ينخفض عدد كريات الدم الحمراء والهيموجلوبين في الدم, بل أن الحبة السوداء تمنع التأثيرات الجانبية للعلاج الكيماوي. وفي دراسات أخرى عن تأثير الحبة السوداء ومشتقاتها تلاحظ أنه تخفض من حمض البوليك الذي يسبب مرض النقرس زد على ذلك زيتها يزيل التهابات المفاصل وإذا استعمل كمرهم يدهن به فإنه يزيل آلام المفاصل, كما أنه يخفض ضغط الدم, وهو أيضا مضاد لتقلص العضلات الملساء اللاإرادية, ومسحوق الحبة السوداء يزيد من سيولة الدم لاحتوائه على مادتين من الكوماريبات وهو مجموعة دوائية من أصل نباتي تمنع فيتامين " ك " من تكوين عناصر التجلط في الكبد.

تشير الدراسات والأبحاث العلمية أن للحبة السوداء أثر منشط على وظائف المناعة وهذا الأثر المنشط ظهر في تحسين فاعلية الخلايا القاتلة الطبيعية وهذه النتائج يمكن أن يكون لها أهمية علاجية كبيرة في الوقاية من الإصابة بالسرطان وفيروسات الكبد والحالات المرضية المرتبطة بقصور في جهاز المناعة .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More