{ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ }

الاثنين، 7 نوفمبر 2016

القولون العصبي


 القولون العصبي


متلازمةُ القولون المتهيَّج أو القولون العصبي Irritable bowel syndrome (IBS) هي حالةٌ شائعةٌ طويلة الأمد، تُصيبُ الجهازَ الهضمي. قد ينجمُ عن الإصابة بها حدوثُ نوباتٍ من المغص المَعِدي stomach cramps أو نفخة (تَطبُّل) bloating  أو إمساك.
تختلف الأعراضُ باختلاف الأشخاص، ويكون تأثيرُها في بعضهم أشدَّ من تأثيرها في بعضهم الآخر. تظهر هذه الأعراضُ وتختفي في فتراتٍ تتراوح بين بضعة أيَّام إلى بضعة أشهر في كلِّ مرَّة، ويجري ذلك غالباً في فترات الشِّدَّة النفسيَّة stress أو بعدَ تناول أغذيةٍ مُعيَّنة.
يجد بعضُ الأشخاص أنَّ بعضَ أعراض متلازمة القولون المتهيِّج قد خفَّت بعدَ الذهاب إلى المرحاض والتبرُّز.
يُعتَقدُ أنَّ متلازمةَ القولون المتهيِّج تُصيبُ 20% تقريباً من الأشخاص خلال إحدى مراحل حياتهم، وهي تحدثُ للمرَّة الأولى عندما يتراوح عمرُ الشخص بين 20-30 عاماً عادةً. وتُمثِّل نسبةُ إصابة النساء بهذه الحالة حوالي 66% من الإصابات، بينما تكون نسبة الرجال حوالي 34% تقريباً.
تستمرُّ الإصابةُ بهذه الحالة طوالَ الحياة غالباً، رغم أنَّها قد تتحسَّن خلال سنوات.


متى ينبغي مراجعة الطبيب؟
يجب مراجعةُ الطبيب عند الشكِّ بوجود أعراض للإصابة بمتلازمة القولون المتهيِّج، حتى يتمكَّن من محاولة تحديد السبب.
قد يستطيع الطبيبُ تحديدَ الإصابة بمتلازمة القولون المتهيِّج وفقاً للأعراض التي يُعاني منها الشخص، إلاَّ أنَّه يمكن أن يكونَ من الضروري إجراء اختباراتٍ دموية لاستبعاد الإصابة بحالاتٍ صحيَّةٍ أخرى.


أسباب الإصابة بمتلازمة القولون المتهيِّج
ما زال السببُ الدقيق للإصابة بمتلازمة القولون المتهيِّج مجهولاً، ولكنَّ معظمَ الباحثين يعتقدون بأنَّها مرتبطة بازدياد حساسية الأمعاء وبمشاكل هضم الطعام.
قد تعني هذه المشاكلُ أنَّ لدى الشخص حساسيَّة أكبر للألم الناجم عن الأمعاء، وقد يُصاب الشخصُ بالإمساك أو بالإسهال نتيجة مرور الطعام ببطء شديدٍ أو بسرعةٍ كبيرة في الأمعاء.
يمكن أن تمارسَ العواملُ النفسيَّة، مثل الشِدَّة النفسيَّة، دوراً في الإصابة بمتلازمة القولون العصبي.


علاج متلازمة القولون العصبي
لا يمكن الشفاءُ من الإصابة بمتلازمة القولون العصبي، ولكن يمكن تدبيرُ الأعراض من خلال إجراء تغييراتٍ في النظام الغذائي وفي نمط الحياة غالباً؛ حيث إنَّها قد تساعد على تحقيق ما يلي:
تحديد وتجنُّب تناول الأطعمة أو المشروبات المُهيِّجة للأعراض.
تعديل كمِّية الألياف الموجودة في النظام الغذائي.
ممارسة الرياضة بانتظام.
خفض مستويات الشدَّة النفسيَّة.
تُوصَفُ أدويةٌ لأشخاصٍ مصابين بهذه المتلازمة في بعض الأحيان لمعالجة أعراضٍ يُعانون منها بشكلٍ فردي.

التعايشُ مع متلازمة القولون المتهيِّج
لا يمكن التنبُّؤُ بحدوث متلازمة القولون المتهيِّج؛ فقد تمضي عدَّة أشهر دون ظهور أيَّة أعراض، ثمَّ تظهر بعدَ ذلك فجأةً.
قد تكون هذه الحالةُ مؤلمةً ومُنهكة أيضاً، ويمكن أن يكونَ لها تأثيرٌ سلبي في نوعية حياة الشخص وحالته العاطفيَّة أو النفسيَّة، حيث يُعاني الكثير من الأشخاص المصابين بمتلازمة القولون المتهيِّج من الشعور بالاكتئاب  والقلق في إحدى مراحل حياتهم.
ينبغي مراجعةُ الطبيب عندما تؤثِّرُ مشاعر الاكتئاب والقلق في حياة الشخص اليومية، حيث إنَّه من النادر أن تتحسَّن هذه المشاكل دون استعمال علاج؛ ويمكن للطبيب أن يوصي باستعمال علاجات مثل مضادات الاكتئاب antidepressants أو العلاج السلوكي المعرفي cognitive behavioural therapy (CBT)، والتي قد تساعدُ على التعامل مع متلازمة القولون المتهيِّج، بالإضافة إلى المعالجة المباشرة للحالة.
ينبغي أن يكونَ الشخص المصاب بمتلازمة القولون المتهيِّج  قادراً على العيش حياةً طبيعيَّةً كاملةً ونَشِطةً عندَ استعماله العلاج الطبي والنفسي المناسب.
لا تُشكِّل الإصابةُ بمتلازمة القولون المتهيِّج تهديداً خطيراً للصحة الجسديَّة، ولا تزيد من فرص حدوث إصابةٍ بالسرطان أو بحالاتٍ صحيَّةٍ أخرى مرتبطة بالأمعاء.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More