القرحةُ المعدية
stomach ulcer، وتُعرف أيضاً باسم القرحة الهضمية gastric ulcer/peptic ulcer، هي انحسارٌ لجزء من الطبقة الخارجية المُبطنة لجدار المعدة في موقع محدَّد، ممَّا يؤدي إلى انكشاف الطبقات الأسفل منه.
يمكن للقرحة أن تحدثَ في جدار الأمعاء، وتُسمى عندها بالقرحة الاثناعشرية duodenal ulcer.
وقد يُشار إلى كلٍّ من القرحة المعدية والقرحة الاثناعشرية بالقرحة الهضمية، وسوف نستخدم في هذا المقال مُصطلح القرحة المعدية، على الرغم من أنَّ المعلومات تنطبق على القرحة الاثناعشرية أيضاً.
العلامات والأعراض
إنَّ العَرَض الأكثر شيوعاً للقرحة المعدية هو الألم الحارق أو الموجع في وسط البطن. ولكن من الجدير ذكره بأن القرحات المعدية ليست مؤلمةً دائماً، فقد يواجه بعض المرضى أعراضاً مختلفة، مثل عسر الهضم والحرقة المعدية والتوعُّك العام.
متى ينبغي طلب المشورة الطبية
من الضروري استشارةُ الطبيب عندَ الاشتباه بالإصابة بقرحة معدية، كما ينبغي طلبُ المشورة الطبية العاجلة عندَ ظهور أي من الأعراض التالية:
القيء المُدمّى، ويكون الدم بلون أحمر فاتح أو بني غامق، وذا مظهر حبيبي مشابه لطحل القهوة.
البراز الزفتي، حيث يُصبح لون البراز غامقاً وذا قوام لزج، مثل القطران أو الزفت.
ألم حاد مفاجئ في البطن يزداد سوءاً بالتدريج.
قد تشير الأعراضُ السابقة إلى وجود مضاعفة خطيرة، مثل النزف الداخلي.
أسباب القرحة المعدية
تحدث القرحةُ المعدية عندما تتخرب الطبقة الخارجية في بِطانة المعدة، والتي تحمي جدارَ المعدة من تأثير الحمض المعدي، وغالباً ما ينجم هذا الضرر عن:
عدوى بكتيرية بجرثومة الملويّة البوابية Helicobacter pylori.
تناول أدوية مضادَّة للالتهاب غير ستيرويدية NSAIDs، مثل الإيبوبروفين والأسبرين، وخاصةً إذا استمرَّ المريض بتناولها لفترة طويلة.
كما يعتقد الباحثون بأن الشدةَ النفسية وأصنافاً مُحددة من الأطعمة قد تمارس دوراً في الإصابة بالقرحة المعدية، إلاَّ أنَّ الأدلة العلمية على ذلك لا تزال محدودة.
الأشخاص المؤهبون للإصابة
من غير المعروف ما هو عدد الأشخاص المصابين بالقرحة المعدية حول العالم، ولكن يُعتقد بأنَّ المرضَ شائع إلى درجة كبيرة. وتُشير بعض الدراسات إلى أن نسبة انتشار المرض هي 10 في المائة من تعداد السكان العالمي.
يمكن للقرحات المعدية أن تُصيبَ الأشخاص بأي عمر، بما في ذلك الأطفال، إلا أنَّ الشريحة العمرية الأكثر تعرضاً للإصابة هي المُسنّون بعمر 60 سنة فما فوق، كما أنَّ الرجالَ أكثر تعرّضاً للإصابة من النساء.
علاج القرحة المعدية
يستغرق شفاءُ القرحة المعدية حوالى شهر أو شهرين بعد البدء بالعلاج. ويعتمد نوعُ العلاج على سبب ظهور القرحة.
غالباً ما يصف الطبيب دواءً من زمرة مُثبطات مضخة البروتون proton pump inhibitor-PPI، ويعمل هذا الدواءُ على تقليل كمية الحمض الذي تُنتجه المعدة، مما يسمح للقرحة بالشفاء بشكل طبيعي.
إذا كانت بكتيريا الملويَّة البوابية H.pylori هي المسؤولة عن الإصابة بالقرحة، فسوف يصف الطبيب مضادات حيوية للقضاء عليها، وهو ما يساعد على منع الإصابة بها مجدداً أيضاً.
وإذا كانت القرحة ناجمةً عن تناول مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية NSAIDs، فسوف يصف الطبيب غالباً أحد مُثبطات مضخة البروتون PPI، وسوف يتناقش مع المريض بشأن الاستمرار في تناول مضادات الالتهاب الستيروئيدية أو اللجوء إلى أدوية بديلة عنها، مثل الباراسيتامول.
يمكن للقرحة المعدية أن تنكسَ بعد العلاج، وإن كان احتمال ذلك ضعيفاً في حال علاج سبب الإصابة الرئيسي بها.
المضاعفات المحتملة
مضاعفاتُ القرحة غيرُ شائعة نسبياً، إلا أنها قد تكون خطيرةً ومهددة للحياة.
تشمل المضاعفاتُ الرئيسية ما يلي:
النزف في موضع القرحة.
انثقاب جدار المعدة في موضع القرحة.
قد تُسبِّب القرحة منع الطعام من الحركة عبر الجهاز الهضمي، وهو ما يُعرف باسم الانسداد الهضمي gastric obstruction.
0 التعليقات:
إرسال تعليق