(سوء تغذية البروتين والطاقة)
يُعَدُّ الكواشيوركور (سوء تغذية البروتين والطاقة) Kwashiorkor أحدَ أشكال سوء التَّغذية الذي غالباً ما يُصيب الأطفالَ في المناطق النَّامية في العالم، عندما تتعرَّض لمجاعة أو تكون مصادرُ الطعام محدودة.
المظاهر السريريَّة
العلامةُ الرئيسيَّة للإصابة بداء كواشيوركور هي وجود الكثير من السوائل في أنسجة الجسم، ممَّا يؤدِّي إلى حدوث تورُّم تحت الجلد (وذمة oedema). يبدأ التَّورُّمُ في الساقين عادةً، ثم قد يشمل كاملَ الجسم، بما في ذلك الوجه. كما قد تظهر الأعراضُ التَّالية أيضاً:
بقع حمراء ملتهبة على الجلد تكون داكنة ومُتقشِّرة أو متشقِّقة.
جفاف الشعر وانحساره وتقصّفه، وقد يتحوَّلُ إلى اللون الأصفرٍ المحمرّ أو الأبيض.
النُّعاس والتَّعب.
التَّهيُّج.
توقُّف النُّمو.
تراجع البنية العضلية.
ضخامة البطن ("تبارزه").
حالات عدوى بشكل متكرِّر أو مستمر.
أظافر مُخدَّدة أو مُشقَّقة.
وقد تكون الحالةُ مُميتةً إذا تُرِكَت دون علاج لمدَّةٍ طويلة.
سبب المرض
يُلاحَظُ داءُ كواشيوركور بشكلٍ شائعٍ في المناطق النَّامية في العالم التي لا توجد فيها مصادرُ ثابتةٌ للتغذية، وخصوصاً في البلدان التي يكون نظامُها الغذائي الرئيسي مُكوَّناً من الذرة والأرز والبقوليَّات، والتي تفتقد بشكلٍ رئيسي إلى البروتينات والفيتامينات والمعادن؛ إلاَّ أنَّ السببَ الرئيسي للإصابة يبقى غير معروف.
نادراً ما تحدث هذه الحالةُ في البلدان المُتطوِّرة، رغم أنَّها قد تحدث أحياناً نتيجةَ الإهمال الشديد أو المرض المزمن أو ضعف الثقافة الغذائية، أو الخضوع لنظام غذائي صارم.
يمكن أن يُصيبَ داءُ كواشيوركور الأشخاصَ من كلِّ الأعمار، ولكنَّه يكون أكثرَ شيوعاً عند الأطفال.
التَّشخيص
يمكن تشخيصُ داء كواشيوركور اعتماداً على مظهر الجسم ومعرفة النِّظام الغذائي للمريض ومستوى الرعاية الذي يحصل عليه.
هناك حالاتٌ صحيَّةٌ أخرى يمكن أن تُسبِّبَ الوذمة وغيرها من أعراض الإصابة بداء كواشيوركور. ويمكن إجراءُ اختبارات دمويَّة وبوليَّة لاستبعادها ولمعرفة تأثير داء كواشيوركور في الجسم، ومن ذلك قياسُ مستويات البروتين والسكَّر في الدَّم، والتَّحقُّق من عمل الكبد والكُلى، وتحرِّي الإصابةٍ بفقر الدم وقياس مستويات الفيتامينات والمعادن في الجسم.
كما قد تشتملُ الاختباراتٌ إجراء قياسات النمُّو وحساب مؤشِّر كتلة الجسم Body mass index (BMI) وحساب مُحتوى الجسم من الماء وأخذ خزعة جلديَّة وتحليل عيِّنات من الشعر.
العلاج
يمكن علاجُ داء كواشيوركور أحياناً عند اكتشاف الإصابة به مبكِّراً، وذلك بتناول الأطعمة التي يكون فيها الحليبُ المادةَ الرئيسيَّة في تحضيرها أو الأغذية العلاجيَّة الجاهزة للاستعمال Ready-to-use therapeutic food (RUTF)، والتي تكون مُحضَّرةً غالباً من زبدة الفول السوداني والحليب المجفَّف والسُّكَّر وزيت الخضروات ومُضافاً إليها الفيتامينات والمعادن.
ويمكن إعطاءُ العلاج بشكلٍ مُركَّزٍ أكثر في الحالات الشديدة، أو عند حدوث مضاعفاتٍ، مثل حالات العدوى، وذلك بإقامة المريض في المستشفى.
وفي المستشفى، سوف يتضمَّن علاج المريض ما يلي:
تصحيح أو منع هبوط مستوى السكَّر في الدَّم.
الحرص على بقاء المريض دافئاً، حيث إنَّ داء كواشيوركور قد يعيق توليدَ الحرارة في الجسم.
علاج التجفاف عندَ الإصابة به، وذلك باستعمال محاليل تعويض السوائل المُحضَّرة خصِّيصاً لذلك.
علاج حالات العدوى باستعمال المضادَّات الحيويَّة، حيث إنَّ داءَ كواشيوركور يزيد بشكلٍ كبيرٍ من خطر الإصابة بحالات العدوى.
تصحيح النَّقص الحاصل في مستويات الفيتامينات والمعادن؛ وغالباً ما تُضاف المُكمِّلات الغذائيَّة الغنيَّة بالفيتامين إلى أنواع الحليب الخاصَّة أو إلى الأغذية العلاجيَّة الجاهزة للاستعمال.
الاقتصار على كمِّيات صغيرة من الطعام في البداية، لأنَّه قد يُحدِثُ اضطراباً في عمليَّة الاستقلاب في الجسم، وذلك قبلَ البدء التَّدريجي بتناول كميات أكبر وأغنى من الطَّعام لتحسين النُّمو وزيادة الوزن.
يستغرق استكمالُ هذه الخطة العلاجية مدَّة تتراوح بين 2-6 أسابيع عادةً. ويُعَدُّ اللعبُ والنشاط من أساسيات الخطة العلاجية، وكذلك توفير رعايةٍ وتغذيةٍ كافيتين في المنزل.
المآل
يعتمد نجاحُ علاج المصاب بداء كواشيوركور على شدَّة الحالة عند بداية العلاج.
يكون مآلُ الحالة جيِّداً في العادةً إذا بدأ العلاج مُبكِّراً، رغم وجود احتمالٍ لعدم حدوث نموٍّ كاملٍ عند الطفل.
وقد يُعاني الشخصُ المُصاب بداء كواشيوركور من إعاقاتٍ فكريَّة وجسديَّة إذا تأخَّر علاجُه إلى مراحل مُتأخِّرة من المرض.
ويمكن أن يموتَ الشخصُ إذا لم تُعالَج الإصابةُ، أو إذا تأخَّر علاجها كثيراً.
السَّغَل
السَّغل Marasmus هو نوعٌ آخرٌ من سوء التَّغذية، ينتشر في المناطق النَّامية من العالم، والتي تُعاني من عدم استقرار مصادر الغذاء.
وترتبط الحالةُ بشكلٍ عام مع نقص البروتينات والسُّعرات الحراريَّة والعناصر الأخرى في النِّظام الغذائي. وخلافاً لداء كواشيوركور، فإنَّ المُصابَ بالسَّغلَ يميلُ إلى فقدان كميةٍ كبيرةٍ من الدهون ومن حجم العضلات دون حدوث أيِّ تورُّم (وذمة) مرتبط بالحالة.
وليس من الواضح تماماً سببُ حدوث السَّغل عند بعض الأطفال الذين يُعانون من سوء التَّغذية الشديد، بينما يحدث داءُ كواشيوركور عند آخرين، ويعتقد الكثير من العلماء أنَّه لا ينجم عن سوء النِّظام الغذائي فقط، حيث يمكن لكلتا الحالتين أن تحدثا عند الأطفال الذين يخضعون لنظامٍ غذائيٍّ متشابهٍ جدَّاً.
يُعالَجُ السَّغلُ عادةً بنفس طريقة علاج الكواشيوركور
0 التعليقات:
إرسال تعليق