تهيج القولون هو متلازمة من الأعراض المتمثلة بالام البطن ، إنتفاخ البطن، تشنجات الأمعاء ، وتغير في نمط الإخراج (الإمساك أو الإسهال أو التبادل ما بينهما)، و كثيرا ما يلاحظ الأشخاص وجود علاقة مع تناول الطعام. ما مدى انتشاره ؟ الكثير يعانون من ما يسمى بتهيج القولون (Irritable Bowel Syndrome) حيث تصل النسبة إلى 10-20% من الناس ، وهو أكثر انتشاراً بين النساء . كيف يتم التمييز بينه و بين الأسباب الأخرى لآلام البطن ؟ هنالك أنماط في الأعراض تميز تهيج القولون عن الأسباب الأخرى لآلام البطن وهي طول مدة الأعراض و زوال الألم بعد الإخراج و عدم وجود أعراض غير تقليدية كنقصان الوزن أو وجود الدم مع الإخراج. في بعض الحالات يجب إجراء بعض الفحوصات المخبرية ، الشعاعية أو حتى التنظيرية وذلك اعتماداً على التاريخ المرضي وعلى عوامل أخرى مثل السيرة المرضية للعائلة و سن المريض ، فعلى سبيل المثال إذا تجاوز المريض عمر الخمسين عاماً يصبح لتنظير القولون دوراً هاماً في استبعاد أمراض أخرى كسرطان القولون ،ويعود عدد ونوع الفحوصات المطلوبة للطبيب المعالج بناء على تلك العوامل. ما أسبابه؟ تبقى درجة من الغموض تكتنف متلازمة تهيج القولون، ولكن عدة نظريات قد وضعت لتفسير أسبابه. من أبرز تلك النظريات زيادة حساسية القولون والأمعاء لأي انتفاخ أو تقلص يطرأ عليهم ، وإضطراب في حركة الأمعاء وتقلصها. هل لمتلازمة تهيج القولون مخاطر صحية ؟ لا يسبب تهيج القولون مضاعفات أو ضرر للقولون كما لا يؤدي إلى أضرار في جسم الإنسان، إنما تكمن مشاكله في الأعراض التي يسببها والتي قد تكون في بعض الحالات مزعجة إلى حد بعيد. هل للحالة النفسية دور في تهيج القولون ؟ يساهم القلق و التوتر النفسي في زيادة الأعراض أو حتى في جلبها ، لذا فإن الأساليب التي تخفف من الضغط النفسي و التوتركالرياضة وتمارين الإسترخاء تساعد في التقليل من أعراض تهيج القولون والسيطرة عليها. ما هي أساليب العلاج ؟ بسبب الإرتباط الكبير بالحالة النفسية للمريض، فإن العلاج يتمحور على فهم المريض لطبيعة المشكلة وطرق الوقاية منها مما يزيل المخاوف التي قد تساور المريض فيما يتعلق بالأعراض وما قد ينتج عنها، وبالتالي في كثير من الأحيان تقل الأعراض وقد تختفي مع زوال تلك المخاوف. الغذاء والممارسات الصحية: فيما يتبع شرح لأسايب الغذاء والممارسات الصحية المفيدة. الأدوية: في حال استمرار الأعراض بالرغم من اتباع العادات الصحية السليمة وإذا كانت الأعراض متوسطة الشدة أو شديدة، تستعمل بعض الأدوية للتخفيف من تلك الأعراض. يعود إختيار الدواء المناسب للطبيب المعالج بناءً على ما يغلب على طبيعة الأعراض (الإمساك، أوالإسهال، أو الإنتفاخ والغازات). الجدير بالذكر أن الأدوية لا تعالج المرض أو تشفيه وإنما تعالج الأعراض الناتجة عنه. ماهي العادات الغذائية والممارسات الصحية المساهمة في العلاج ؟ بناء على التوصيات الوطنية في المملكة المتحدة National Institute of Clinical Excellence (NICE) Guidelines الأكل بإنتظام و عدم تفويت وجبات ( كميات معتدلة على فترات منتظمة) تجنب الأكل بسرعة شرب ثمانية أكواب من السوائل في اليوم على الأقل وبشكل أخص الماء مع التقليل من الأشربة الغنية بالكافيين كالشاي والقهوة و المشروبات الغازية الألياف: التقليل من نخالة القمح و الخضروات الغنية بالألياف و استبدالها بالألياف الموجودة في الشوفان (Oat) ، بذور الكتان (Linseed) حيث هناك نوعان من الألياف : -القابلة للذوبان بالماء:تناولها يخفف من الأعراض وتتوفرفي دقيق الشوفان (Oat) و Isphagula (يتوفر في الصيدليات على شكل بودرة تحلّ في كوب من الماء). -الغير قابلة للذوبان بالماء: أثبتت بعض الدراسات أن الإكثار من تناولها قد يزيد من الأعراض و بالأخص الغازات و الإسهال. تتوفر بكثرة في الخبز الأسمر والخضروات والفواكه. لمن يعاني من الإسهال يجب تجنب المحليات الصناعية مثل الSorbitol التي تكثر في العلكة الخالية من السكر و مشروبات و أطعمة الرجيم و السكري. إن متلازمة تهيج القولون مشكلة صحية يعاني منها الكثيرون وقد كثرت الأدوية التي تساعد في تخفيف أعراضها ولكن يبقى للغذاء الصحي و المنتظم مع تجنب الأطعمة اللتي قد يلاحظ المريض علاقتها بالأعراض دور كبير في السيطرة والوقاية من تلك المشكلة
0 التعليقات:
إرسال تعليق