التهابُ الغشاء المخاطي
mucositis هو مشكلةٌ تتميَّز بالألم ووجود حالةٍ التهابية في الأغشية المخاطية للجسم (ونتحدَّث هنا تحديداً عن الغشاء المخاطي الهضمي).
الغشاءُ المخاطي الهضمي هو طبقةٌ ليِّنةٌ من النسيج المُبطِّن للجهاز الهضمي، يمتدُّ من الفم وحتَّى الشرج.
يمكن تصنيفُ التهاب الغِشاء المخاطي إلى نوعين رئيسيين غالباً، هما:
• التهاب الغشاء المخاطي الفموي Oral mucositis - قد يؤدِّي إلى ظهور قرحاتٍ في الفم وألمٍ أو صعوبة في البلع.
• التهاب الغشاء المخاطي المَعِديّ المِعَوي (الهضمي) Gastrointestinal mucositis - يُصيبُ باطنَ الجهاز الهضمي، وغالباً ما يتسبَّبُ بحدوث الإسهال.
ويُحتَملُ حدوث التهاب الغشاء المخاطي في الطبقة المُبطِّنة للشرج أيضاً، حيثُ تُعرَفُ هذه الحالة بالتهاب المستقيم Proctitis.
الأسباب
يُعَدُّ التهابُ الغشاء المخاطي من الآثار الجانبيَّة الشائعة نسبياً للعلاج الكيميائي Chemotherapy. كما أنَّه قد ينجمُ عن العلاج الإشعاعي Radiotherapy أحياناً، لاسيَّما عند يشمل الرأس أو الرقبة.
لا يحدث التهابُ الغشاء المخاطي عادةً عند المرضى الذين يتلقُّون العلاجَ الإشعاعي لتدبير أنواعٍ أخرى من السرطان، مثل سرطان الثدي، وذلك لأنَّ هذا العلاج لا يستهدف المنطقةَ القريبة من الأغشية المخاطيَّة.
ويكون السبيلُ الهضمي أكثرَ عُرضةً للتأثيرات الضارَّة النَّاجمة عن العلاج الإشعاعي أو الكيميائي، والتي يمكن أن تُلحِقَ الأذى بالبطانة الرقيقة.
ينبغي على الشخص، الذي يخضع لعلاج السرطان، والذي قد يُؤدِّي إلى حدوث التهابٍ في الغشاء المخاطي، أن يخضعَ للتحرِّي المنتظم عن إصابته بهذا الالتهاب، حيث يمكن تشخيصُ الإصابة بهذا الالتهاب من خلال الفحص السريري أو وصف الأعراض للطبيب عادةً.
الأشخاص المُعرَّضون للإصابة
يُقَدَّرُ أنَّ حوالي 40% من المرضى، الذين يخضعون للعلاجٍ الكيميائي كجزءٍ من برنامج علاج السرطان، سوف يُصابون بدرجةٍ مُعيَّنة من التهاب الغشاء المخاطي. وقد يكون أكثرَ شِدَّةً عند بعض الأشخاص وفقاً لنوع العلاج المُستَعمَل.
يكون التهابُ الغشاء المخاطي أكثرَ شيوعاً عند علاج أنواعٍ مُحدَّدة من السرطان؛ فمثلاً، يُقَدَّرُ أن يُعاني حوالي 97% من الأشخاص المصابين بسرطان الرقبة أو الرأس، والذين يخضعون للعلاج الإشعاعي، من أحد أشكال التهاب الغشاء المخاطي.
يحدث التهابُ الغشاء المخاطي عند حوالي 70% من الأشخاص الذين يتَلقَّون جرعاتٍ مرتفعةً من العلاج الكيميائي قبلَ خضوعهم لزراعة الخلايا الجذعيَّة stem cell transplant (زراعة نقي العظم bone marrow transplant).
العلاج
الهدفُ الرئيسي من علاج التهاب الغشاء المخاطي الفموي هو منع حدوث العدوى وتسكين الألم؛ ويجري ذلك باستعمال المُسكِّنات والاهتمام الجيِّد بنظافة الفم.
كما تتوفَّرُ علاجاتٌ مختلفةٌ لتدبير أعراض التهاب الغشاء المخاطي الفموي أيضاً، مثل العلاج الليزري منخفض الشِّدَّة low-level laser therapy (LLLT) واستعمال دواءٍ يُسمَّى باليفيرمين Palifermin.
بينما يهدف علاجُ التهاب الغشاء المخاطي في السبيل الهضمي إلى التخفيف من الأعراض الرئيسيَّة للحالة، كالإسهال والالتهاب. ويشتملُ العلاجُ على توليفة من الأدوية مع تدابير الرعاية الذَّاتيَّة.
ينبغي أن تبدأَ أعراضُ التهاب الغشاء المخاطي بالتَّحسُّن بعدَ انتهاء العلاج الكيميائي أو الإشعاعي ببضعة أسابيع، رغمَ أنَّ هذا التَّحسُّنَ قد يحتاج إلى فترةٍ أطول من ذلك في بعض الأحيان.
المضاعفات
قد تؤدِّي الحالاتُ الأكثر خطورةً من التهاب الغشاء المخاطي إلى حدوث عددٍ من المضاعفات الصحيَّة المرتبطة به؛ حيث يعاني عددٌ من الأشخاص المصابين بالتهاب الغشاء المخاطي من الألم عند ابتلاع الطعام، وقد يُضَّطرون إلى اتِّباع أساليب تغذية بديلة، مثل أنبوب التغذية feeding tube.
كما قد تُصابُ القرحاتُ الفمويَّة بالعدوى الجرثوميَّة. ويمكن أن تنتشرَ هذه العدوى إلى الدم، ومنه إلى أعضاءٍ أخرى. ويُعرَفُ هذا بالإنتان sepsis، والذي قد يكون خطِراً على الحياة.
الوقاية من الإصابة بالتهاب الغشاء المخاطي
الوقايةُ من الإصابة بالتهاب الغشاء المخاطي ليست ممكنةٌ دائماً، ولكن يمكن استعمالُ بعض العلاجات خلال فترة العلاج الإشعاعي أو الكيميائي، وذلك في محاولةٍ لتخفيف شدَّة هذا الالتهاب أو لتقصير مدَّته.
وتشتملُ تلك العلاجاتُ على استعمال أدويةٍ مثل باليفيرمين Palifermin وبينزيدامين Benzydamine وسلفاسالازين Sulfasalazine وأميفوستين Amifostine
0 التعليقات:
إرسال تعليق