{ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ }

الاثنين، 10 أكتوبر 2016

داء كراون






داءُ كرُون






ما هو مرض كرون أعراض الأسباب وعوامل الخطر مضاعفات التشخيص العلاج اسماء اخرى:مرض الكرون
مرض كرون (Crohn's disease) عبارة عن التهاب مزمن يصيب الجهاز الهضمي عامة، من الفم وحتى الفتحة الشرجية. هذا الالتهاب الحاد والمزمن الذي يتفشى في جميع طبقات الجدار المعوي، غير متتابع، وانما يتميز بوجود مناطق غير مصابة، سليمة وطبيعية، قد تتبدل باخرى مصابة.

سبب نشوء داء كرون غير معروف، حتى الان. وعلى ما يبدو، هنالك خليط من الاسباب التي تتضافر، معا، لدى الانسان المصاب - عوامل وراثية (طفرة جينية في البروتين NOD - 2 في الكروموسوم ١٦)، عوامل بيئية (تدخين، تلوثات عند الولادة) وجراثيم معوية. وثمة عامل خارجي معين يسبب اخلال التوازن في الجهاز الهضمي، يتبعه الالتهاب المزمن. وذروة ظهور مرض كرون تكون، عادة، في العقد الثالث من العمر.

يتميز مرض كرون باربع صور (انماط) مختلفة الطابع ومختلفة الاشكال السريرية (Clinical forms). تظهر الصورة الالتهابية من داء كرون على شكل اوجاع في الجانب السفلي الايمن من البطن، مصحوبة باسهال، حمى وانخفاض في الوزن. وتتميز الصورة الانسدادية بالاوجاع وانتفاخ البطن بعد الاكل، الامساك، الغثيان، القيء وانخفاض الوزن. وتظهر صورة الانثقاب المغطى (المخفي) باعراض مشابهه لتلك التي تميز التهاب الزائدة الدودية (Appendicitis) او التهاب الرتج (Diverticulitis)، ولدى نشوء ناسور (Fistula) او اتصال بين عروة معوية (Intestinal loop) مع عضو اخر (كيس البول او المسالك الجنسية) او مع الجلد -  فعندها يشكو المريض من الافراز من الفتحة الى الجلد، الى المسالك البولية او المسالك الجنسية، وقد تظهر ايضا علامات تلويث. ويشير الفحص المخبري في مثل هذه الحالة الى التهاب مزمن – تثقل (ترسب) الكريات الحمر بسرعة فائقة (في فحص تثقل الكريات الحمر - esrerythrocyte sedimentation rate), فقر دم او نقص في البروتينات.

وقد يشمل داء كرون، ايضا، اعضاء من خارج الامعاء مثل: الجلد، المفاصل، العينين، حصى الكلى ، حصى المرارة واضطرابات شتى في الكبد. وعندئذ يزداد، كثيرا، خطر الاصابة بسرطان الامعاء الغليظة (سرطان القولون -  Colon  Cancer)، او سرطان الامعاء الدقيقة.

أعراض مرض كرون
الاعراض التي تصاحب داء كرون قد تتراوح ما بين المعتدلة والحادة جدا. وقد تظهر هذه الاعراض بصورة تدريجية بشكل مفاجئ، دون سابق انذار.

فيما يلي بعض الاعراض التي تميز داء كرون:

- الاسهال: الالتهاب الناجم عن داء كرون يحفز الخلايا الموجودة في المناطق المصابة في جدران الامعاء على افراز كمية كبيرة جدا من المياه والاملاح. وبما انه ليس باستطاعة الامعاء امتصاص فائض السوائل المتراكمة هذه بشكل كامل، يحدث الاسهال. كما تساهم التشنجات المعوية الحادة، هي ايضا، في انتاج براز لين جدا. وفي الحالات الاقل حدة، قد يكون البراز اكثر ليونة من المعتاد وبوتيرة اعلى من المعتاد. ولكن الاشخاص الذين يعانون من داء كرون بشكل حاد قد يعانون من ضرورة التغوط نحو 12 مرة يوميا، الى درجة تاثير ذلك سلبيا على جودة النوم وعلى الفعاليات اليومية.

- اوجاع بطن وتشنجات: الالتهاب والجروح التي تنتج قد تتسبب بانتفاخ الجدار المعوي الى درجة تكون الندوب في مواضع وجودها. وقد يؤثر هذا سلبيا على حركة محتويات الامعاء، مما قد يسبب الالام والتشنجات.

- يسبب داء كرون، في درجته المتوسطة، بشكل عام، شعورا غير مريح، يتراوح بين الخفيف والمعتدل. وكلما كانت الحالة اكثر حدة، كانت الاوجاع اكثر شدة وقد تكون مصحوبة، ايضا، بالغثيان والقيء.

-دم في البراز: الغذاء الذي يتحرك عبر الامعاء قد يتسبب بنزف الدم من المناطق الملتهبة، او قد يتسبب بنزف الامعاء ذاتها. وفي مثل هذه الحالة، قد تظهر علامات الدم باللون الاحمر الفاتح على اطراف حوض المرحاض، او باللون الاحمر القاني مع البراز. ولكن، قد يكون الدم،ايضا، خفيا غير مرئي.

- قرحات: يبدا مرض كرون بصورة جروح صغيرة ومتفرقة على سطح جدران الامعاء. وفي نهاية الامر، تتحول هذه الجروح الى قرحات كبيرة تتغلغل عميقا، وفي بعض الاحيان تنفذ من جدران الامعاء. وقد تظهر ايضا قروح في الفم تشبه في صورتها الفطريات الفموية (Oral Candidiasis).

- فقد شهية وفقدان وزن: اوجاع البطن، التشنجات والالتهاب في جدار الامعاء قد تؤثر على وضع الشهية وعلى قدرة الهضم وامتصاص الغذاء.

- نواسير وخراج: الالتهاب المترتب عن داء كرون قد ينتقل عبر جدار الامعاء الى داخل اعضاء داخلية اخرى، مثل المثانة او عنق الرحم، فتصل (تربط) فيما بينها، وهذا الاتصال يسمى ناسور (Fistula). هذا الامر قد يؤدي ايضا الى تكوين خراج (Abscess)، وهو جرح منتفخ مليء بالقيح (Pus). ويمكن ان ينفذ الناسور، ايضا، عبر الجلد. تنتشر هذه النواسير بشكل خاص في منطقة الفتحة الشرجية وعندها يسمى ناسور العجان (Perineum Fistula).

واضافة الى ذلك، قد يعاني المصابون بمرض كرون بدرجة متقدمة من الحمى والتعب ومن مشاكل اخرى لا علاقة لها، بالضرورة، بالجهاز الهضمي، كالتهاب المفاصل، التهاب العينين، مشاكل في الجلد والتهاب في الكبد او في القنيات الصفراوية (التهاب الاقنية الصفراوية - Cholangitis). اما الاطفال المصابون بمرض كرون بدرجة متقدمة فقد يعانون من تاخر في النمو ومعيقات في التطور الجنسي.

ويختلف مسار داء كرون من شخص لاخر. وقد تكون هنالك فترات طويلة خالية من اية اعراض، او فترات اخرى متكررة من الام البطن والاسهال التي قد يصاحبها، في بعض الاحيان، حمى او نزف.


أسباب وعوامل خطر مرض كرون
ما من سبب واضح، حتى الان، لتجدد الالتهاب في اطار داء كرون، والباحثون ليسوا واثقين من ان الضغط النفسي، او التغذية، هما المسؤولان الرئيسيان، على الرغم من ان كلا السببين قد يزيد من حدة اعراض داء كرون. وعوضا عن ذلك، يتركز الباحثون، اليوم، في العوامل والمسببات التالية التي قد تؤدي الى داء كرون:

- الجهاز المناعي: من المحتمل، جدا، ان فيروس معين او جرثومة ما هما المسبب لمرض كرون. فعندما يحاول الجهاز المناعي (Immune system) التصدي لغزو بدائيات النوى (كائنات ميكروسكوبية دقيقة - Prokaryote)، يتمثل رد الفعل في حدوث التهاب في الجهاز الهضمي. قد يكون بدائي النواة المسبب لتطور المرض هو mycobacterium avium subspecies paratuberculosis) MAP)، وهو نوع من الجراثيم يتسبب بامراض معوية لدى الابقار، بالاساس.

وقد وجد الباحثون ان جرثومة MAP هذه محمولة في دم اغلبية المصابين بمرض كرون. كما انها متواجدة لدى المصابين بالتهاب القولون التقرحي (ulcerative colitis). وليس هنالك دليل قاطع، حتى الان، على ان هذه الجرثومة (MAP) هي المسبب لمرض كرون. ويعتقد بعض الباحثين بان خللا وراثيا معينا يستثير ردة فعل شاذة تجاه الجرثومة لدى اشخاص معينين.

ويعتقد غالبية الباحثين بان الاشخاص المصابين بمرض كرون يصابون به نتيجة لرد الفعل الشاذة التي يصدرها جهازهم المناعي لنوع معين من الجراثيم الموجودة بشكل دائم في الامعاء.

- الوراثة: حوالي ٢٠٪ من المصابين بمرض كرون لديهم اباء، اخوة او ابناء مصابون بمرض كرون، ايضا. وقد تبين حصول طفرة (Mutation) في الجين (المورثة - Gene) المسمى  NOD2 / CARD15 لدى غالبية المصابين، وهو العامل المسؤول عن ظهور الاعراض الاولية في جيل مبكر، اضافة الى احتمال كبير لمعاودة ظهور المرض بعد العلاج الجراحي. ويواصل الباحثون بحث التغيرات الوراثية (الطفرات) التي تحصل والتي يحتمل ان تكون المسؤولة عن نشوء مرض كرون.

مرض كرون يصيب الرجال والنساء على حد سواء. عوامل الخطر تشمل:

- السن: قد يظهر مرض كرون في مختلف المراحل العمرية، لكن الراجح ان يبدا ظهور الاعراض الاولية في سن مبكرة. يتم تشخيص معظم المصابين في المرحلة العمرية بين ٢٠-٣٠ عاما.

- الاصل الاثني: على الرغم من ان الاشخاص ذوي الاصول البيضاء هم الاكثر احتمالا للاصابة بمرض كرون، الا ان داء كرون قد يظهر لدى سائر المجموعات الاثنية، ايضا.

- التاريخ العائلي: خطر الاصابة بمرض كرون يكون اكبر عند الاشخاص الذين لديهم قريب من الدرجة الاولى (والد، شقيق/ة، ابن/ة) مصاب بمرض كرون. الشقيق/ة المصاب بمرض كرون يزيد من احتمالات الاصابة بـ ٣٠ ضعفا.

- مكان السكن: السكن لفترة طويلة في منطقة مدنية، او على مقربة من منطقة صناعية، يزيد من احتمالات الاصابة بمرض كرون. وبما ان هذا المرض اكثر انتشارا بين سكان المدن الكبيرة والمناطق الصناعية، فقد يعتبر هذا مؤشرا على ان العامل البيئي هو احد العوامل المسببة لداء كرون.

- التغذية: الاغذية الغنية بالدهون، او الاغذية المصنعة (Processed food)، قد تكون بدورها عاملا مؤثرا اضافيا. كما ان الاشخاص الذين يقطنون في النصف الشمالي من الكرة الارضية هم اكثر عرضة للاصابة بداء كرون، من قاطني المناطق الاخرى.

- التدخين: المدخنون هم اكثر عرضة للاصابة بمرض كرون، من غير المدخنين. كما ان العلاجات لدى المرضى المدخنين تكون اقل نجاعة، بل قد تؤدى حتى الى تفاقم مرض كرون.

- الادوية: بالرغم من ان تاثيراتها لم تثبت تماما، بعد، الا ان الابحاث تقر بوجود علاقة بين تناول دواء ايسوتريتينوين (Isotretinoin‏) وبين نشوء التهابات الامعاء التقرحية.

مضاعفات مرض كرون
قد يؤدي مرض كرون الى ظهور مضاعفات تشمل: انسداد الامعاء، التقرحات والنواسير. وحين تتكون نواسير داخلية، قد يتخطى الغذاء اجزاء ضرورية من الامعاء الغليظة الضرورية والحيوية جدا لامتصاص الطعام. واحدى النتائج التي يمكن ان تترتب عن ذلك هي سوء التغذية (Malnutrition).

اما النواسير الخارجية، فقد تتسبب باخراج محتويات الامعاء الى سطح الجلد، وفي حالات اخرى قد تلتهب النواسير وتمتلئ بالخراج. وهذه الحالة تشكل خطرا على حياة المصاب اذا لم تتم معالجتها كما ينبغي.

واضافة الى ذلك، فان مرضى كرون هم اكثر عرضة للاصابة بسرطان الامعاء الغليظة. وبالرغم من درجة الخطورة المرتفعة، الا ان نحو ٩٠٪ من المصابين بامراض الامعاء الالتهابية لا يصابون بالسرطان، البتة. وقد تبين ان الادوية المثبطة للجهاز المناعي، التي يتناولها المرضى، قد تكون لها علاقة بالاصابة بالسرطان.

تشخيص مرض كرون
يتم تشخيص مرض كرون بواسطة التصوير بالاشعة السينية (تصوير الامعاء الدقيقة)، حيث تظهر فيه الامعاء الدقيقة في نهايتها مضيقة ومتقرحة، وفي بعض الاحيان قد يظهر  فيها ناسور، ايضا. وثمة وسيلة تصوير اضافية هي التنظير المعوي (Colonoscopy) واختلاج الامعاء الانتهائية الدقيقة. ومن خلالها يمكن مشاهدة التقرحات المميزة، عدم تتابع الجروح والاصابة المميزة في الامعاء الدقيقة الانتهائية. كما انه من الممكن اخذ عينات من الانسجة المصابة للفحص المجهري، بحيث يمكن من خلالها مشاهدة الرشاحة (Filtrate) الالتهابية الحادة والمزمنة الذي يشمل الخلايا العملاقة (Giant cell) التي تميز مرض كرون.

علاج مرض كرون
من المتبع البدء بالعلاج عندما يكون مرض كرون لا يزال في درجة بين خفيفة وحتى متوسطة بمستحضرات ASA - 5 التي يتم تناولها فمويا (عن طريق الفم) بجرعة ٤ غرامات يوميا. وفي حال استجابة جسم المريض بصورة جيدة، يجب الاستمرار بالمعالجة الصائنـة (Maintenance treatment) للحفاظ على الوضع مستتبا، بالجرعة نفسها. اما في حال فشل هذا العلاج، فينبغي الانتقال، فورا، الى  العلاج بالستيرويدات (Steroids).
علاج مرض كرون بالستيرويدات ممكن عن طريق الفم، او عن طريق الوريد، تبعا لخطورة المرض. وعلى ضوء التاثيرات الجانبية العديدة للبريدنيزون (Prednisone) والستيرويدات الاخرى، لا تزال الابحاث متواصلة لتطوير ستيرويد ذي تاثيرات جانبية اقل. البودزونايد (Budesonide) هو ستيرويد تخليقي (Synthetic). وقد اظهرت ثلاثة ابحاث متعددة المراكز الكبيرة، ان لدوائي بودزونايد (٩ ملغم لليوم) وبريدنيزون (٤٠ ملغم يوميا، بجرعة متناقصة) فاعلية (نجاعة) متساوية في معالجة مرض كرون، ولكن مع تاثيرات جانبية اقل. وحين تفشل الستيرويدات في علاج داء كرون، او عندما تبدا مرحلة تعلق المريض بها، يتم الانتقال الى العلاج بادوية معادلة للفاعلية المناعية MP - 6 (بورينتول - Puri - Nethol)، او ازاثيوبرين (Azathioprine) (ايموران - Imuran). وتصل نسبة الحث على هداة المرض (Induction ofremission) الى نحو ٧٥٪ خلال ٣ اشهر. وعلاوة على نجاحها في العلاج الاولي، تبقى الادوية ناجعة ايضا في الحد من جرعة الستيرويد، كما في اغلاق النواسير والمحافظة على هداة المرض.

كذلك، فقد ثبت تاثير ونجاعة المضادات الحيوية (Antibiotics) في معالجة مرض كرون، دون ادنى شك. فقد ثبتت نجاعة مترونيدازول - Metronidazole (فلاجيل - Flagyl) في معالجة الاصابات حول الفتحة الشرجية، في مرض كرون في الامعاء الغليظة وفي المحافظة على الهداة بعد العملية الجراحية. الجرعة المتبعة منه هي ٢٠ ملغم/ كغم، يوميا. هذه الكمية غير محتملة في اوساط عدد غير قليل من المصابين، جراء الغثيان والطعم المعدني في الفم، مما يصعب العلاج بهذا الدواء الناجع. كما ثبتت ايضا نجاعة المضادات الحيوية من نوع سيبروفلوكساسين (Ciprofloxacin) عندما يكون المرض فعالا وفي معالجة الجروح حول الفتحة الشرجية.

معظم التجارب التي تبحث في تاثير وفاعلية الادوية الجديدة الضابطة للجهاز المناعي تم اجراؤها واختبارها على مرض كرون. هذه التجارب هي تلك التي تم فيها اختبار الادوية التي تحوي معدلات التهاب واقية (I L - 10) او تلك المضادة لمعادلات الالتهاب (anti - TNF). وتجتذب مركز الاهتمام في السنوات الاخيرة سلسلة  منشورات توثق النجاح العلاجي الذي حققه الضد احادي النسيلة الخـيمـري  (Chimeric monoclonal antibody) المضاد لعامل نخر الورم (Tumor necrosis factor - TNF). وللمضاد لعامل نخر الورم (TNF) تاثيرات بيولوجية يمكن ان تكون لها اهمية فائقة جدا  في معالجة امراض الامعاء الالتهابية، مثل افراز المعدلات، تجنيد خلايا الالتهاب، تفعيل جهاز التخثر ودور في انتاج الاورام الحبيبية (Granulomas). التجارب مزدوجة التعمية والخاضعة للمراقبة تدل على نجاعة الضد احادي النسيلة للـ TNF المعطى مرة واحدة وريديا (٥ ملغم/كغم) او باعطاء ٣ حقن خلال عدة اسابيع. وقد يحقق العلاج هداة لدى المصابين بمرض كرون من النوع المقاوم للعلاج بالستيرويدات وسد النواسير. كما ظهرت نجاعته في الحفاظ على الهداة.

@@@@@@@@@@@@@@@@
 Crohn’s disease هُو حالة طويلة الأمد، تُسبِّبُ التِهاباً في بطانة الجِهاز الهضميّ.
يُمكن أن يحدُثَ الالتِهابُ في أيِّ جزء من أجزاء الجِهاز الهضميّ، ابتداءً بالفم وانتِهاءً بالشَّرج،  ولكنه أكثر شُيوعاً في الجزء الأخير من الأمعاء الدَّقيقة (المَعَى اللفائِفيّ ileum)، أو الأمعاء الغليظة (القُولون colon).
يُمكن أن تنطوي الأعراضُ الشائِعة لداء كرون على:
الإسهال.
ألم البطن.
التَّعَب الشديد.
نقص غير مقصود في وزن الجسم.
دم ومُخاط في البُراز.
يُمكن أن تمرّ فتراتٌ طويلة أحياناً لا تظهر فيها الأعراضُ عند مرضى داء كرُون، أو تكون فيها خفيفةً جداً، وتُسمَّى هذه الفترةُ بالهدأة remission، ويُمكن أن تأتي بعدها فتراتٌ تشتدُّ فيها الأعراضُ، ويبدو التعب على المريض.


ما الذي يُسبِّبُ داء كرون؟
لا يُعرَف السَّببُ الدَّقيق لداء كرون، ولكن تُشير الأبحاثُ إلى تولِيفةٍ من العوامِل التي قد تُمارِس دوراً في هذا المرض، وتنطوي على:
·                الوِراثة، فالجيناتُ التي يرِثها الإنسان من والديه قد تزيدُ من خطر الإصابة بداء كرون.
·                جِهاز المناعة، فقد يحدُث الالتِهابُ بسبب مشكلةٍ في جِهاز مناعة الجسم، ممَّا يجعله يُهاجِمُ البكتيريا أو الجراثيم المفيدة في الأمعاء.
·                عدوى سابِقة، يُمكن لعدوى سابِقة أن تُحرِّضَ استِجابةً غير طبيعيَّة من جِهاز المناعة.
·                التدخين، تكون الأعراضُ عند مرضى داء كرون من المُدخِّنين أكثرَ شدَّةً، بالمُقارنة مع المرضى غير المُدخِّنين.
·                عوامِل بيئيَّة، يشيع داء كرون في البلدان الغربيَّة، بالمُقارنة مع البلدان الفقيرة، ويُشير هذا إلى دورٍ ما تُمارِسه البيئة.


عِلاج داء كرون
لا يُوجد شفاءٌ من داء كرُون حاليَّاً، ولذلك تهدُف المُعالَجةُ إلى إيقاف الالتِهاب والتخفيف من الأعراض وتجنُّب الحاجة إلى الجراحة قدرَ الإمكان.
تُعدُّ حُقنُ الستيرويدات القشريَّة أوَّلَ طريقة مُعالجة للتقليل من الأعراض؛ وإذا لم ينجح الأمر، قد تُستخدم أدوِية تكبح عملَ جِهاز المناعة وأدوية تُقلِّلُ من الالتِهاب.
قد يحتاج الأمرُ في بعض الحالات إلى الجراحة، وذلك لاستئصال الجزء المُلتهِب من الأمعاء.
عندما تهدأ الأعراض، قد يُستخدَم المزيدُ من الأدوية للحُصول على نتائج أفضل.


من يُصاب بِداء كرُون؟
يُعدُّ داءُ كرون من الحالات غير الشائِعة نسبياً، ولكن يُمكن أن يُصيبَ الناس في مُختلِف الأعمار وحتى الأطفال. وبشكلٍ عام، تحدُث مُعظمُ حالاته في عُمرٍ يتراوَح بين 16 و 30 عاماً، ولكن يُمكن أن تحدُث حالاته أيضاً في عُمرٍ يتراوَح بين 60 و80 عاماً.
يُصيب داءُ كرون النِّساءَ أكثر من الرِّجال ببعض الشيء، ولكن يحدُث العكس تماماً بالنسبة إلى الأطفال حيث يُصيب الأولاد أكثر من البنات.


مُضاعفات داء كرُون
مع مرُور الوقت، قد يُسبِّبُ الالتِهابُ الضررَ في أجزاء الجهاز الهضميّ، وينتجُ عن هذا مُضاعفات مثل تضيُّق المعى stricture، أو ظُهور قناة بين نِهاية الأمعاء والجلد قُرب فتحة الشرج أو المهبل (النَّاسُور fistula)، وتحتاج هذه المشاكلُ إلى مُعالجة جِراحية غالباً.
تُسمَّى الحالاتُ التي تُسبِّبُ الالتِهاب في الأمعاء، مثل داء كرون أو التِهاب القولون التقرُّحي ulcerative colitis، بالدَّاء المِعويّ الالتِهابيّ inflammatory bowel disease؛ ويجب هُنا التفريقُ بين هذا الدَّاء ومُتلازِمة القُولون العصبيّ irritable bowel syndrome، فهي حالةٌ مُختلِفة وتحتاجُ إلى طُرق مُعالجة مُختلِفة، ولكن يُمكن لبعض مرضى الدَّاء المِعويّ الالتِهابيّ أن تُصيبهم مُتلازِمة القُولون العصبيّ أيضاً

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More